أخلاقيات التسويق الإلكتروني في الوطن العربي

أخلاقيات التسويق الإلكتروني في الوطن العربي

 

يعتبر التسويق الإلكتروني من أهم أنواع الدعاية والإعلان، والذي يختلف عن التسويق التقليدي، نظرًا لما يتوفر له من أدوات، يرجع الفضل فيها إلى التطور التكنولوجي في الوطن العربي، فهو عبارة عن استخدام العديد من الأدوات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، للوصول بالحملة الإعلانية لأكبر عدد من العملاء، عبر تأهيل منتجاتك لتتناسب مع قواعد محركات البحث "SEO"، والانتشار عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، والحملات الدعائية عبر البريد الإلكتروني.

وأخلاقيات التسويق الإلكتروني، ما هي سوى اتباع لمجموعة من المبادئ، التي تساعد على تطوير وتعزيز الثقة بين الشركة وعملائها، إضافة إلى قياس نجاح حملتك الدعائية بشكل فوري، وعدم اتباعها لا يكون غير قانونيًا، ولكن ينتج عنه تنفيذ أساليب غير أخلاقية، وانتهاك لخصوصيات الغير، فقط للوصول بشكل سهل وسريع لمبيعات أعلى، والذي بدوره قد يتسبب في نتائج عكسية، وتتلخص تلك المبادئ في النقاط الآتية.

 

   احترام الخصوصية :

يعد احترام الخصوصية أبرز مبادئ وأخلاقيات التسويق الإلكتروني، وعدم إقتحام حساباتهم الشخصية برسائل دعائية وإعلانية، بشأنها قد تسبب لهم الإزعاج.

 

   الشفافية :

يجب أن تتمتع الحملة الدعائية الإلكترونية بالشفافية، دون الكذب على العملاء، أو إعطائهم وعود لا يمكن للشركة تنفيذها والإيفاء بها.

 

   التعاطف واستيعاب مخاوف العملاء :

يجب على الشركة خلال حملتها الدعائية الإلكترونية، أن تظهر التعاطف مع مشاكل العميل المختلفة، ومحاولة الإجابة على كافة أسئلته ومخاوفه حول شراء المنتج إلكترونيًا.

 

   الابتعاد عن المبالغة :

عند استخدام أدوات التسويق الإلكتروني يجب الابتعاد عن المبالغة، وذكر مميزات لن يجدها العملاء عند استلامهم للمنتج، وهو الأمر الذي بدوره سيؤدي لفقد الثقة في الشركة ومنتجاتها وسيعود بالسلب على العلامة التجارية.

 

وفي وطننا العربي هناك بعض من منصات التسويق الإلكتروني، التي تبتعد تمامًا عن تنفيذ تلك المبادئ الأخلاقية، وسنوضح ذلك من خلال مجموعة من الأمثلة، وستجد أنك بالضرورة قد تعرضت لإحداها مع أحد الشركات عبر شبكة الانترنت:

 

·        المثال الأول:

الرسائل الدعائية العشوائية، فيجب يوميًا أن يتعرض أي منا لرسائل البريد العشوائية، والتي تُشكل إزعاجًا كبيرًا للمستخدمين، عبر إرسال روابط لمنتجات تكون معروضة تبع شركة ما، دون احترام نهائيًا لخصوصية البريد الإلكتروني للعملاء، ويتم إرسال تلك الرسائل بشكل عشوائي تمامًا فلا يفرق لدى تلك الشركات سواء كنت أحد عملائهم أو لا، مما أدى لإدراج العديد من الشركات التي توفر خدمات البريد الإلكتروني، هذا النوع من الدعاية تحت مسمى "Spam Emails".

وتلك الرسائل العشوائية يستغلها البعض أحيانًا، فهي فرصة جيدة للقرصنة الإلكترونية، سواء لقرصنة بريدك الإلكتروني، أو في بعض الأحيان قرصنة جهاز الكمبيوتر، أو الهاتف الذكي الخاص بك، ومع الأسف هناك الكثير من الشركات التي تتبع هذا النظام، في عملية التسويق الخاصة بها، مما يعود عليها بخسارة قطاع كبير من عملائها، نظرًا أن هناك على الجانب الآخر شركات تستأذن في البداية وخلال عملية التسجيل العملاء في حال رغبتهم لحصولهم على رسائل بريدية بشكل دوري، دون اقتحام بريدهم الإلكتروني بلا اذن مسبق.

 

·        المثال الثاني:

أصبح العملاء يعانوا من اقتحام خصوصياتهم بشكل متكرر، فلا يمر يوم إلا وقد تجد اتصالًا هاتفيًا من أحد الشركات لبيع منتج معين، أو رسالة نصية على منصات السوشيال ميديا المختلفة، وذلك يعد نوعًا من التعدي على حقوق الخصوصية الخاصة بالعملاء، ولعلك تتسائل من أين جاؤوا برقم هاتفي الشخصي، ويأتي السبب في ذلك عملية تسريب البيانات التي يعاني منها شركات الاتصالات بشكل متكرر.

وتتم تلك العملية من بعض ضعاف الضمائر العاملين في تلك الشركات، الذين يبيعوا بيانات عملاء شركات الاتصالات، لشركات آخرى مقابل قدر من المال، ويتم استخدام تلك البيانات في عملية التسويق عبر الهاتف أو التسويق إلكترونيًا، عبر فيسبوك، تويتر، انستجرام، وهو الأمر الذي يؤدي يتسبب في إزعاجًا كبيرًا للعملاء، ويجعلهم يلجأوا في بعض الأحيان للقضاء لما حدث لهم من انتهاك لخصوصيتهم، وتداول بياناتهم بشكل غير قانوني.

 

في النهاية لا نقول أن التسويق الإلكتروني سيئًا، أو يتبع نظم غير أخلاقية في عمليته الدعائية، ولكن خلال تلك العملية على الشركات احترام حقوق العملاء، من أجل الحفاظ عليهم ليكونوا مصدر ثقتهم، وليس مصدرًا للإزعاج، للحصول على أكبر قدر الفوائد والمميزات التي يتمتع بها وتتوفر في هذا النوع من الدعاية، عن التسويق التقليدي.

 


في 16:09 2022/03/03

تمت قراءتها 1153 مرة

Powered by WHMCompleteSolution